يقال كان هناك رجلٌ لا يبالي بظلم النّاس، وفي
يوم من الأيام كان جالسًا مع زوجه على المائدة، وفجأة
سمع الاثنان صوت دق الباب, فانزعج الزوج وقال غاضباً: من هذا الذي يأتي في هذه الساعة؟
فقام الرجل: ووقف خلف الباب وسأل: من بالباب؟ فأجابه الصوت من خلف الباب: سائل يريد
بعض الطعام، فغضب الزوج،
وقال: أجئت تزعج راحتنا لهذا الأمر!!! ففتح الباب،
وخرج إلى الرجل فضربه ضرباً مبرحاً, ثم طرده شر طردة،
فمشى الرجل، وهو ما يزال على جوعه، والجروح تملأ روحه، وجسده، وكرامته، ..ولم يزد على
أن قال: "حسبيَ الله ونعم الوكيل".
ثم عاد الزوج إلى زوجه، وهو متضايق من ذاك الذي
قطع عليه متعة الجلوس مع زوجته، ومرت الأيام، وخسر هذا الرجل ماله، وطلق زوجته، وكانت امرأة صالحة، وبعد عدة سنوات, تقدم شخص لخطبة تلك
المرأة , فوافقت عليه، وتم الزواج، وفي أحد الأيام اجتمع الزوجان على مائدة العشاء، وفجأة سمع الاثنان صوت الباب يقرع, فقال الزوج لزوجته:
اذهبي فانظري من بالباب، فقامت الزوجة ونظرت من
بالباب فوجدت زوجها الأول بحالة يرثى لها، يسأل الناس الطعام، فرجعت إلى زوجها، وقالت
له: مسكين يطلب المساعدة!
فقام الزوج، وفتح الباب، فقال السائل: أريد بعض الطعام،
فرجع الزوج إلى زوجته حيث تجلس على المائدة، ورفع
المائدة بيديه، وقال: سنعطيه من كل الأصناف التي نأكل
منها، فذهب الزوج،
وأعطاه الطعام، وأغلق الباب.
ثمّ رجع إلى زوجته فوجدها تبكي بكاءً مريراً،
فسألها عن سبب بكائها، فقالت: هذا الرجل الذي أعطيته
الطعام كان زوجاً لي من عدة أعوام، وفي ليلة طرق سائل
بابنا، فخرج زوجي،
وضرب الرجل ضرباً موجعاً، ثم طرده، ثم ساءت أحواه، وطلقني، ولم أره بعدها إلا اليوم، فقال لها: أتعرفين من هو ذاك الرجل الذي ضربه زوجك؟ فقالت:
من؟!، فقال لها: إنه أنا ذلك الرجل، أغناني الله من فضله.
الدروس المستفادة:
قال الله تعالى: {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ}.
0 التعليقات:
إرسال تعليق