وَرَدَ أنّ رجلاً من النّزهاء أحتاج أن يشتري غلاماً خادماً، فذهب للسّوق فما وجد غير خادم واحد قد زهد فيه كلّ أحد، فلمّا سأل مولاه عنه قال له: كل من يأتي ليشتري خادماً، أخبره بالعيب الذي فيه فجميع الخدم قد بعتهم إلاّ هذا، لم يرض أحدٌ أن يشتريه لعيبه الذي فيه، فقال الرجل له: وما هو العيب الذي فيه؟؟ قال: إنّه نمّام
, ويحب الوقيعة بين النّاس، فقال الرجل في نفسه: أوَ
هذا عيب؟!!! لا بأس فأنا أريده خادماً، وليس صديقاً، فاشتراه منه بثمن زهيد، ورجع
مسروراً إلى زوجه، وكان الغلام مطيعاً، ويعمل في صمت، إلاّ أنّ
هذا لم يدم طويلاً، فقال في نفسه لأصنعنّ مقلباً فيهما، فذهب لزوجة سيّده، وقال
لها: سيدتي لقد علمت شيئاً سيغضبك، قالت وما هو؟؟ قال:سمعت
سيّدي وهو يقول لأحد أصدقائه أنّه لا يحبّك، وسيتزوج
عليك امرأةً جميلة، فغضبت من زوجها فقالت: وماذا تشير
عليّ أن أفعل؟؟؟
قال: الأمر بسيط، إذا نام سيّدي فخذي موساً
وقومي بإزالة، الشّعر الأسود من لحيته وبذا، تضمنين ألاّ يتزوّج عليك، فأعجبتها
الفكرة وكافأته، ثمّ انفرد بسيده، وقال له: سيّدي لقد أخبرتني سيدتي أنّها لا تطيقك، وأنّها تنوي أن تذبحك بالليل عندما تنام. ففزع الرجل وقال
له: أحقّاً هذا الخبر؟ قال: نعم يا سيدي وإن أردت التّأكد فما عليك إلاّ أن تتظاهر
بالنّوم بالليل وسترى أنّ سيدتي تريد قتلك، وبالفعل
قام الرجل بادّعاء النّوم، ولكنّه أغمض عينيه، وكان منتبهاً منتظراً ما سيحدث، وبالفعل دخلت زوجته بخفّة لئلاّ توقظه، فلمّا
رأى معها (الموس) أخذه منها وقال: يا خائنة! أتريدين قتلي؟!!! وذبحها بالموس، فلمّا علم أهلها بما فعل بها،
(قتلوه)، وقامت الشحناء بينهما، بسبب، النّميمة المهلكة.
الدرس المستفاد:
على الزّوج وزوجته أن يتّقيا اللهَ في أنفسهما، وألا
يسمعا لأحد فبينهما ما هو أقوى وأوثق من أي مشكلة، فبينهما
(الميثاق الغليظ)، وبينهما (المودة والرحمة والسّكن).
خطر النّميمة وخطر مجالسة النّمامين، قال
تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ
فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ
نَادِمِينَ (6)}[الحجرات: آية 6].
0 التعليقات:
إرسال تعليق