الثلاثاء، 17 مارس 2015

النية الصالحة تعظم الأجر (المرأة الفقيرة صاحبة المسجد)



حدّث الشيخ محمد العريفي حفظه الله وقال: يحكى أن ملك من الملوك أراد أن يبني مسجد في مدينته، وأمر أن لا يشارك أحد في بناء هذا المسجد لا بالمال ولا بغيره، حيث يريد أن يكون هذا المسجد هو من ماله بدون مساعدة من أحد، وحذر وأنذر من أن يساعده احد، وفعلاً تم البدء في بناء المسجد، ووضع اسمه عليه.

وفي ليلة من الليالي، رأى الملك في المنام، كأن ملك من الملائكة نزل من السماء فمسح اسم الملك عن المسجد، وكتب اسم امرأة!!! فلما أستيقظ الملك من النوم، أستيقظ مفزوع وأرسل جنوده ينظرون اسمه! أما زال على المسجد؟ فذهبوا ورجعوا وقالوا نعم اسمك مازال موجود ومكتوب على المسجد! وقالوا له حاشيته هذه أضغاث أحلام.

وفي الليلة الثانية: رأى الملك نفس الرؤيا، رأى ملك من الملائكة ينزل من السماء فيمسح اسم الملك عن المسجد، ويكتب اسم امرأة على المسجد! وفي الصباح استيقظ الملك وأرسل جنوده، يتأكدون هل مازال اسمه موجود، على المسجد، ذهبوا ورجعوا، وأخبروه، أن اسمه مازال هو الموجود على المسجد، تعجب الملك وغضب!!.

فلما كانت الليلة الثالثة: تكررت الرؤيا، فلما قام الملك من النوم قام وقد حفظ اسم المرأة التي يكتب اسمها، على المسجد، أمر بإحضار هذه المرأة، فحضرت وكانت امرأة، عجوز فقيرة ترتعش، فسألها: هل ساعدت في بناء المسجد الذي يبنى؟ قالت: يأيها الملك أنا امرأة عجوز وفقيرة وكبيرة في السن وقد سمعتك تنهى عن أن يساعد أحد في بناءه، فلا يمكنني أن أعصيك، فقال لها: أسألك بالله ماذا صنعت في بناء المسجد، فقالت: والله ما عملت شيء قط في بناء هذا المسجد إلا، قال الملك: نعم إلا ماذا؟ قالت: إلا أنني مررت ذات يوم من جانب المسجد، فاذا أحد الدواب التي تحمل الأخشاب، وأدوات البناء للمسجد مربوط بحبل إلى وتد في الأرض، وبالقرب منه سطل به ماء، وهذا الحيوان يريد ان يقترب من الماء ليشرب فلا يستطيع بسبب الحبل، والعطش بلغ منه مبلغ شديد، فقمت وقربت سطل الماء منه، فشرب من الماء هذا، والله!! هذا الذي صنعت!! فقال الملك: أييييه.

عملتي هذا لوجه الله فقبل الله منك، وأنا عملت عملي ليقال مسجد الملك فلم يقبل الله مني، فأمر الملك أن يكتب أسم المرأة العجوز على هذا المسجد.

0 التعليقات:

إرسال تعليق